قوة التدوين
Share
تدوين من أجل حياة أفضل
مهما كان الأمر، فإن الطريقة التي تحكي بها قصتك وتعبر عن نفسك يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا
في حياتنا اليومية، من السهل جدًا أن نفقد أنفسنا وعواطفنا وأهدافنا؛ لقد عاصرت شيئا من هذا القبيل. كثيرا ما نركز على المسؤوليات والعوامل الخارجية "أيا كانت"؛ ويومًا ما، نستيقظ ونرى أننا فقدنا جزءًا كبيرًا من أنفسنا. تعرفون هذا السؤال الذي يُطرح في مقابلات العمل ويعتبره معظم الناس سؤالاً سخيفًا: كيف ترى نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟ في الواقع، هذا السؤال أساسي، وهو من أكثر الأسئلة جوهرية وعمقًا
عن طريق سؤال واحد كيف أود أن أرى نفسي بعد خمس سنوات من الآن. ومن خلال التركيز عليه بالتفكير العميق وبإدراك أنني أريد هذا وهذا وذاك وأن أتوقف عن هذا؛ وعلى الرغم من أن هذا السؤال ضروري ويبدو عند التركيز عليه والتفكير فيه سؤالاً صعبًا للغاية لكن إجابتها بسيطه
من خلال الحصول على أي أداة كتابة تستخدمها، سواء كانت ورقة وقلم، أو جهاز لوحي وقلم، أو شاشة أو لوحة مفاتيح، وكتابه السؤال، ستجد الإجابات واحدة تلو الأخرى. ومن هنا تبدأ رحله التدوين
حسنًا، البعض يبدأ في تدوين يومياتهم على الفور دون طرح هذا السؤال، ويصل البعض الآخر إلى نقطة في رحلتهم التدوينيه حيث يطرحون هذا السؤال. وفي كلتا الحالتين، فإن تدوين اليوميات ليس فقط مركز على فكره خمس سنوات من الآن فحسب؛ بل يتعلق الأمر بعمرنا بشكل عام. من خلال الكتابة ، نرى أنفسنا ننمو ونتطور؛ ويكون لدينا بطريقة أو بأخرى السيطرة على ما قد نشعر به وإلى متى. علاوة على ذلك، فإن تدوين اليوميات ليس شيئًا يتم القيام به لبضعة أسابيع أو أشهر. في الواقع، يتم ذلك مدى الحياة. فهو يساعدنا على إعادة التواصل مع أفكارنا وعواطفنا وأنفسنا الداخلية. و يوضح لنا أن لدينا عيبًا في هذا الجزء المحدد وقوة في هذا الجزء الاخر
في كثير من الأحيان، نواجه صعوبات لا نستطيع أن نخبر أقرب الناس إلينا عنها، ونحتفظ بها لأنفسنا. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى كبت مشاعرنا، ويوما بعد يوم، وشهرا بعد شهر، في وقت أو آخر، ننفجر إما خارجيا (بخوض شجار كبير مع الآخرين)، وهو الانفجار الأسهل والأفضل من الانفجار الداخلي ( أما بالمرض، حتى إلى حد الإصابة بسكتة دماغية او قلبيه! وثقوا بي أنا لا أبالغ)
ولذلك عندما نضع غضبنا وسعادتنا على ورقة مع كل الأفكار والأحداث التي حدثت بهذه المشاعر وتاريخ حدوثها. مما ينتج أولاً الاكثر اهميه الهدوء، وثانياً حفظآ للمستقبل، لأننا من خلال هذه العملية نبدأ باكتشاف أنفسنا ومعرفة ما إذا كنا نسير في الطريق الصحيح في الحياة
وبعد فترة، نعيد قراءة ما كتبناه، ونجد كيف كنا في تلك المرحلة. التي إذا نحن الان في حالة بائسة وقرأنا كيف كنا سعداء للغاية من قبل، فيمكننا إعادة الاتصال والعودة إلى أنفسنا القديمة وتحسين حالتنا الحالية
على سبيل المثال، تجربة شخصية دون الخوض في التفاصيل: منذ حوالي خمس سنوات، كتبت بالضبط ما شعرت به في تلك المرحلة. بعد كتابتها ونسيان ما كتبته في ذلك الوقت بسبب مرور الوقت الذي لا يمكن إيقافه، واجهت مشكلة كبيرة وكنت بحاجة حقًا إلى شيء يرفع من معنوياتي. وفجأة، ومن دون أي نية سوى التحقق من الدفاتر القديمة، وجدت ما كتبته سابقًا، وسعدت جدًا بإعادة قراءته وأطمح أن أشعر به كما كنت من قبل مرة أخرى. فقط التركيز على ذلك الوقت
وهذا لا يتعلق فقط برؤية كيف كنا؛ بل أيضًا (في أوقات الشدة والمتاعب) يعتبر طريقة لتطوير أنفسنا ولنصبح أفضل من ذي قبل. طريقة للتركيز على حياتنا التي نريد أن نرى بها أنفسنا ونفتخر بها
ولا داعي لأن أذكر أنه يخفف التوتر ويقلله كثيرا. حتى الأطباء النفسيين يشجعون الأشخاص الذين واجهوا مشاكل في الماضي على تدوينها والتعبير عنها بأفضل الطرق الممكنة، فقط لإزالة العبء الذي يثقل كاهلهم
وأيضًا، عندما نكتب بانتظام، فإننا نحتفظ بما يمكن أن أسميه سجل الحياة، حيث نلاحظ مدى نجاحنا أو سوء أدائنا خلال فترة زمنية محددة. طريقة للتحكم في أهدافنا وإدارتها وطريقة للاستمتاع بالذكريات الجميلة التي كانت لدينا من قبل.
مثلما تلتقط الكاميرا لحظة تعيش إلى الأبد، فعندما نرى الصورة الملتقطة نتذكر تلك اللحظة، وعندما نقرأ كتاباتنا نتذكر من نحن