تاثير الفراشه

The Butterfly Effect

و هنا اسال ما هو تاثير الفراشه ؟

مبدئيا يوجد الكثير من المقالات التي تناقش هذا الموضوع، لكني هنا ساطرحه من وجهه نظري فاني اؤيد و اعارض في بعض ما قد قيل في هذا الموضوع بل وانني قد اضيف عليه بعض الافكار و اربطه ببعض اخر

تاثير الفراشه بمعناه الحرفي و المتعارف عليه هو اي شي صغير يحدث ممكن ان يؤدي الى تبعيات اقوى و اكبر على النطاق الواسع

و هذا يتمثل في كيف للفراشه ان تحرك جناحها في مكان و يحدث اعصار في مكان اخر. و يوجد الكثير من النظريات التي تدعم هذه الفكره

 

إلى اخره ف الأمثال في هذا الموضوع لا حصر لها و كل مثل ممكن ان يقودنا إلى موضوع آخر اعمق و بعد آخر

فالآن عرفنا ما هو تاثير الفراشه. لكن الأهم لدي هو لماذا هذه الفكره هي من اهم النقاط الوجوديه التي نحتاج لان نفهمها لان لديها تاثير كامل على حياتنا، وبالتالي نعمل عليها و نستفاد منها. ولأن هذا الموضوع  يتفرع لمواضيع أخرى فسوف اركز على جزئين. الاول هو تأثيره على الحياه الشخصيه عن طريق أخذ كل مثل من الأمثال السابقه. اما الجزء الثاني الاهم فهو “كل شي في هذه الحياه له قيمه اما ايجابيه و مفيده و اما سلبيه و مؤذيه”  حتى و ان كان وطواط او سلحفاة

اولا، لقد عرفت مثل الطائره عن طريق كتاب العادات الذريه، لان هذا المثال كان في الاصل يطبق  على اهميه عمل العادات اليوميه و كيف لها ان تغيير حياه انسان للافضل او للاسواء. لكن ما اريد توضيحه هنا هو ان اي شي يمكن الانسان فعله سيكون له تاثير كبير علي محيطه، عمله، اهله، اصدقائه، حياته بشكل شامل، و قد تصل حتى الى العالم كله

مثل ما حققته شركه سييرا لالعاب الفيديو، عندما طوروا لعبه اليكترونيه  “ ميستري هاوس” في مطبخ منزلهم و قد تم بيع ٨٠ الف نسخه من اللعبه في سنه ١٩٨٠. مما ادى بالتالي الى صنع لعب اكثر و إبداعات اخرى، و بالتالي توظيف اشخاص اخرين و المساهمه في تغيير حياه الموظين و اهلهم و من الممكن حتى اصدقائهم. بعيدا عن فكره انهم قد تركوا الشركه فيما بعد

الشيء البسيط الذي بدا في رسم لعبه على طاوله طعام منزل تغير الى شركه كبيره ذات سمعه

ثانيا، ضرب الحجر ٩٩ مره و في المره ال ١٠٠ يكسر او مثل ما يقول المثل العراقي “كثر الدق عل حديد يفك اللحام” قد يبدو هذا المثال غير متناسق مع فكره فعل واحد صغير يؤدي الى تغيير كبير في ناحيه اخرى لكنه له رابط قوي جدا. ففكره ان الحجر لم يكسر من ٩٩ مره و المره ١٠٠ يكسر ليس بسبب الضربه رقم ١٠٠ بل بسبب كل الضربات ال ٩٩ الفائته. مما يدل على ان كل ضربه بالفعل قد اثرت و لم تذهب هباءً لان لولاها لن ينكسر الحجر قط

هذا المثل يدل على ان مهما كان الشيء الذي قد نعتقد انه بلا قيمه ولا يؤثر فإنه على المدى البعيد يؤثر تاثيراً قويا. و هذا الشيء يحدث يوميا، مثال آخر هو دراستي على مدى الخمس سنوات الفائته لقد درست عن بعد و الحمدلله الآن باقي لي سنه واحده لإنهاء دراستي. ف مع كل يوم بذلت فيه مجهود و درست عبرت جزء ولو كان في وقتها ضئيل فإنه اليوم يعتبر ٧٥ في المائة و المتبقي ٢٥ في المائه فقط

ثالثا، لقد تعلمت طريقه قضاء ساعه بعد الاستيقاظ و قبل النوم من غير النظر في اي شاشه من كتاب "ايكيجاي" و قد غيرت الكثير في حياتي. مبدئيا، فان عدم النظر إلى شاشه اليكترونية فور الاستيقاظ و قبل النوم سيساعد النظر و راحه العين من الضوء الأزرق بالاضافه إلى الترابط مع "التدفق" في الحياه (النظريه الاساسيه في كتاب ايكيجاي)

اماً تاثير الآخر فهو ، بسبب اني دوما احب ان اقراء و قبل هذه الطريقه لا انكر أنني لم اكن اقراء ولكن بعد هذه الطريقه استطعت ان أوجد الوقت صباحا للقراءه مهما حدث خلال اليوم. اما مساءا فوجدت الوقت لكي اكتب يومياتي "journaling" (واحده من اهم الطرق لتطوير النفس، عن تجربه) و أقضى وقتا لنفسي

فعندما غيرت عاده سيئه (تصفح المواقع الاجتماعيه و مشاهده التلفاز فور الاستيقاظ) إلى عاده جيده (القراءه) فقد أرحت عيني و قللت من استخدام الهاتف و تعلمت الكثير و استفدت من الكتب التي قرئتها فقد قرات اكثر مقارنتا مع السابق. فكيف هذا الفعل البسيط الذي غير من يوم كامل. او كيف اثر مساءا بحصولي على نوم افضل و اعمق و زياده انتاجيتي وتوسع افكاري. و هذا كله في فتره قليله ف ماذا سيحدث بعد سنه او سنتين من الآن و إلى ماذا سأصل؟

رابعا، اكتشاف التركيب الجزيئي للبنزين للعالم فريدريك أوجست كيكوله في حلمه دليل اخر على ان حتى الاحلام او الرؤى ممكن ان يكون لديها هدف للتغيير للافضل (بعيدا عن موضوع الماورائيات)  عندما راى ثعبان ياكل ذيله ترجم فريدريك هذا المشهد على انه الخاتم الذي يحوي تركيب البنزين. و بهذا احدث نقله نوعيه في العالم الكيميائي

حتى الاحلام يمكنها ان توصل لنا فكره مهمه و يتردد صداها و تاثيرها الى العالم اجمع

كل هذه الامثال توصلنا الى نظريه اخرى و هي ان كل شي في هذه الحياه له قيمه اما ايجابيه و مفيده و اما سلبيه و مؤذيه. لقد عرضت الأشياء الايجابيه ولكن مثل ان شي بسيط ممكن ان يبني فان شي بسيط اخر ممكن ان يهد. و في الحالتين فان كلاهما له قيمه حقيقيه. في الواقع لا احب ان اذكر السيئ لعدم نشر الاذى

لذلك سأطرح مثال واحد سيء حدث معي، لقد كان أبي مدخنا للسجائر و يوما ما قرر ان يعزف عنها. لكن للأسف بعد قرابه ال ٥ سنوات من ترك السجائر عاد للتدخين لكن هذا المره تدخين الشيشة. بدء بها مره كل أسبوع إلى ان تطور إلى يوميا. بعيدا عن تاثير الشيشه علينا السلبي فقد كان التأثير الأكبر عليه و على صحته. و آثارها لم تبان في الأول بل استغرقت من الوقت ٦ سنوات أخرى لكي تظهر. فقد كانت اول آثارها وجود اورام في القولون ممن ادى إلى عمل جراحه ناظور و استئصال هذه الاورام و الحمدلله كانت حميده. اماً عن التأثير الثاني فقد تسببت في التهاب اعصاب كتفه اليسرى لدرجه ان لم يستطيع رفع يده إلى الأعلى و بعد علاج قرابه العام شفيت اليد اليسرى و انتقل الالتهاب إلى اليد اليمنى و إلى اليوم يعالجها ولم تخف تماما بعد علاج دام اكثر من عام. اماً التأثير الثالث و الأقوى من بينهم فقد كدنا ان نخسره يوما ما فجأه و هو يشيش ارتعش و انتفض و استفرغ و توقف كل شيء لم ينقذه في هذا اليوم سوا الدعاء حتى استفاق و وعد انه سيبطل الشيشه ولكنه إلى اليوم لم يبطلها علما انه اوقاتاً كثيره يصيبه الدوار عندما يشيش

ما اريد ان أقوله في هذا المثال هو ان تاثير الشيشه لم يظهر في الأول، لكن آثارها ظهرت بعد سنوات و هذا فقط الذي رأينها (ما خفي كان اعظم)

اماً عن قيمه الأشياء بشكل عام فان احيانا كثيره نسأل لماذا حدث هذا الشيء. فتأكد دائما ان ما حدث لسبب (راجع مقاله كله خير) حتى الصدف لها سبب لهذا الشخص مقدر له ان يقابل او يواجه هذا الشخص لخيره او لفعل معينا معه

و من الاسئله التي قد نطرحها هي لماذا يوجد وطواط ما هي أهميته او ما اهميه. فهو الكائن مخيف بنظرنا. لكن عندما نبحث نرى انه مفيد و مهم جدا في الناحيه الطبيعيه و عنصر فعال في إنهاء الحشرات الضاره التي قد تؤدي إلى خساره المحاصيل الزراعيه التي بالتالي تؤثر على البيئة و الاقتصاد. او مثلا لماذا السلحفاة تعيش لمئات السنين او ما هي فائدتها، في حين انها عنصر مهم في البر و البحر فانها مسؤوله تنظيف المحيط و نقل الاسماك من مكان الى اخر اما عن البر فانها تعطي سماد للارض

النقطه التي اود ان اؤكد عليها ان كل شي خلق في هذه الحياه له قيمه، عندما نشعر أننا لا قيمه لنا فإننا نرتكب بحق انفسنا خطأ فادحا و اذا أستمرينا فيه فسوف نضيع و نخسر كل شي. إذا كان للوطواط و لجناح الفراشه تاثير عظيم فمن المؤكد أننا لنا تاثير اكبر

عندما ترى شخصا و تقول لماذا هذا الشخص موجود فتأكد انه مهم و ذا قيمه عاليا في الدنيا فإنه يوازن بين شي و شي آخر او فرصه لأشخاص اخرين لكي يفعلوا العمل الصحيح. ف لا شيء بلا قيمه و كل شيء بقيمه

0 comments

Leave a comment

Get in Touch

We'd love to hear from you. Send us a message and we'll respond as soon as possible.

Follow Us

Stay connected with us on social media for updates and news.

Subscribe to Our Newsletter

Get the latest updates!