الدراسه عن بعد، فوائد و سلبيات

سبل الدراسه الان اوسع واشمل من قبل، بعض الاشخاص (وانا) يواجهون صعوبه في اكمال دراستهم لاي سبب كان. صعوبه التنقل، صعوبه ايجاد مواعيد، الانطوائيه، التخطيط لشي ويحدث عكسه، طول الانتظار، وجود عمل يعارض وقت و امكانيه الدراسه، و غيرهم من الاسباب. لذلك وبعد ان انهيت دراستي عن بعد اود ان أتحدث عن التجربة بشكل عام. خصوصا اننا في عصر يسهل علينا اغلب الاشياء (لحسن الحظ).  هذه تجربتي الخاصه خلال دراستي علوم الحاسوب في جامعه اثاباسكا الكنديه عن بعد. التي قد تشبه تجارب الكثيرين من الذين درسوا عن بعد، والتي قد تفيد من يفكر في الدراسه عن بعد.

طريقه التقديم

قبل ان اجد جامعه اثاباسكا لقد بحثت كثيرا ووجدت جامعه اخرى تدعي الجامعه المفتوحه وكنت ساسجل بها لكن لم اقتنع بها بشكل اساسي ف اعدت البحث ووجدت جامعه اثاباسكا. راجعت تاريخها وكلياتها واقتنعت بها وقدمت. في بدايه التقديم طلبوا مني اعطائهم المستندات عن بعد عن طريق موقع اخر خاص بمقاطعه البيرتا الكنديه كي يوثقون دخولي الجامعه (مما أعطاني شعور بالثقه اكثر بالجامعه، كونها تعتمد على قبول الطلاب عن طريق حكومي خاص بالمقاطعه التي توجد بها). وقد كان قدمت جميع المستندات وبعد قبولهم لي تم قبولي في جامعه اثاباسكا.

نظام الدراسه

نظام الجامعه عباره عن 40 كورس من المفترض تقسيمهم على 4 سنوات، كل سنه 10 كورس. لكن الجميل في هذه الجامعه انها تعطي الامكانيه للطالب ان ينهي ال 40 كورس حسب استطاعته. ولكن شرط اساسي عندما يلتحق ب كورس يجب عليه انهائه خلال 6 اشهر كمده زمنيه، مع امكانيه تمديد الكورس لمده شهرين بملبغ وقدره ثلاث مرات، بمعنى بدل من ان يكون الكورس ٦ اشهر يكون سنه كامله. يوجد ايضا امكانيه تقليل مصاريف الكورس عن طريق ”التحدي“ وكل كورس وله شروطه، مثلا بدلا من انهاءه خلال سته اشهر يجب ان ينتهي خلال ثلاث اشهر، ويجب ان يحصل الطالب على درجه معينه. 

اما عن الامتحانات النهائية فتنقسم الى قسمين بعض الكورسات تحتاج الى امتحان يكتب وهذا يحدث عن طريق ايجاد مدرسين (ليكونوا المراقبين على الطلبه) في جامعه في بلد الطالب/ه و ترسل الامتحانات له/لها و يكون المدرس مسؤول عن ارسال الامتحان. 

اما القسم الثاني فهو عباره عن امتحان مباشر مع شركه تكون الجامعه متفقه معها (هنا تاتي شركه proctor U) لكي تراقب الطالب/ه عن طريق فتح كاميرا و صوت والاتصال به/بها لمده الامتحان و بعد ان ينهي الطالب/ه الامتحان يتم تبليغ المراقب/ه ويضغط على زر تسليم. ويوجد قسم اخر في بعض الكورسات بدون امتحان وتكون عباره عن مشروع يقدم بدلا من الامتحان (النوع المفضل لدي)

التواصل مع الكليه اغلب الوقت يحدث عن طريق ايميل مخصص، وعلى حسب استفسار الطالب/ه يحول الى المختص، و يوجد بعض الكورسات التي تتيح للطالب/ه التواصل مع المدرسين عن طريق ايميلاتهم او عن طريق موقع مخصص بدلا من الايميل.

رحلتي

لقد بدات الدراسه في هذه الجامعه شهر اكتوبر 2018 و انتهيت دراستي شهر مايو 2025. ست سنوات ونصف تقريبا. مع بدايه مليئه بالحيويه ونهايه يتخللها بعض من الملل. ولكن وقبل كل شي نجاح التجربه واكمالها يعتمد بشكل اساسي على الشخص نفسه. 

والى الان اتذكر اول كورس لي، وكيف كنت متحمسه كي ادرس واخوض التجربه واجرب المواقع وكيفيه الحل. لكن مع مرور الوقت بدا البريق يبهت (خصوصا في فتره ما بعد ثالث سنه لي لاسباب شخصيه).  لكني والحمد لله اكملت وانهيت، اي نعم اتتني فترات كنت اريد ان اتوقف اوقات واقول لنفسي هل تستحق فعلا، لم اكن اعرف قيمتها وقتها، ولكن بدعم اهلي واقناعهم لي باستمرار بان يجب علي ان اكمل، وقد كان.

فوائد الدراسه عن بعد

• بعيدا عن مواعيد التسليم النهائيه،  فالطالب/ه لديه/ا كامل الحريه متى يدرس صباحا او مساءا
• عدم الحاجه الى الخروج في اوقات صعبه جويا خصوصا اوقات الاتربه، المطر، الثلج، وغيرهم. (علما ان بعض الكورسات قد تحتاج الي بحث خارجي)
• الدراسه في اي مكان يفضله الطالب واي وقت
• عدم نشوب مشاكل بسبب سوء فهم من باقي الطلبه او المدرسين

مساوئ الدراسه عن بعد

• الكسل، عندما لا يكون ضغط مباشر من مصدر خارجي، قد يميل الطالب/ه الى تاجيل الدراسه، يوما بعد يوم وفجاه يآتي الموعد النهائي للتسليم. فيضطر الى انهاء ما لديه/ا من مهام في وقت ضيق وقد لا ينجح.
• تاخر رد ”بعض“ المدرسين على الطالب/ه لوقت طويل
• صدق/ي او لا تصدق/ي ممكن وجود ”بعض“ المدرسين الذين قد يعاملون الطالب/ه عن بعد بطريقه سيئه حتى وان لم يروه/ا او يقابلوه/ا. مثلما يحدث في الدراسه العاديه
• عدم حصول على اصدقاء في فتره الدراسه. اي نعم ممكن مع من يحاول لكن لن تكون بسهوله الدراسه العاديه

الدراسه عن بعد لها طابعين مختلفين، سوف تجدون فيها الراحه لكن ستفقدون فيها الحياه الجامعيه المليئه بالاحداث والمواقف. سوف تسهل عليكم التحرك وتعطي لكم حريه اكبر من حيث الوقت والمكان والعمل لكنكم من المحتمل ستواجهون صعوبه في الدراسه نفسها. مثلا لم اكن اخد محاضرات في اغلب الكورسات التي درستها، كنت اما اخد فيديوهات مسجله ومواضيع دراسيه و اجزاء من الكتاب الدراسي (اغلب الوقت رقمي ولكن بعض الكتب كانت ترسل لمنزلي من الجامعه)  او بعض الكورسات القليله كانت تتطلب لقاء مع المدرس اسبوعيا. وكنت عندما اواجه صعوبه في الدرس كان لدي امكانيه التواصل عن طريق الايميل او حجز موعد مع المدرسين عن طريق اتصال فيديو او هاتفي. لكن الصعوبه سوف تعتمد بشكل اساسي على الطالب من حيث ترتيب الوقت وفهم المواد.

هل ساعيد الكره؟

اجل، لقد افادتني كثيرا و بصراحه أراحتني ايضا. احساس الحريه اي نعم مربوط بالمسؤليه الكامله عليا لكنه احساس جميل ومريح. خصوصا في اوقات التي تكون فيها الاجواء مزعجه (كوني لا احب الشتاء) وايضا عندما جائت جائحه كورونا وتحول العالم الى الدراسه والعمل عن بعد انا كنت اصلا ادرس بهذه الطريقه، حتى عندما عاد العالم الى العمل العادي و اضطروا الى لبس الكمامات لم اكن احتاج اليها.

بالاضافه الى اني بالفعل افكر في استكمال الدراسه واخذ الماجيستير. لكني حاليا افكر في اخذها من مصر وفي كل الاحوال ليس قبل ان تنتهي 2025. واعتقد سوف ابحث عن طريقه دراسه عن بعد ايضا.